وهل طارق سيحررها ؟!
يمنات
وضاح اليمن الحريري
ستتخطى الحرب في اليمن السنوات الثلاث من عمرها قريبا، ومازالت التحالفات التي تواجه المتمردين الحوثة الذين استولوا على صنعاء تتشكل ويعاد تشكيلها في كل مرة من جديد، حتى تعدى اسلوب وطريقة واهداف تشكيلها صلاحية الشرعية التي تحارب مستندة الى التحالف العربي الداعم لها، ليعلن مؤخرا عن استعدادات وقبول بتحالف اضافي يجمع بين (قوات المقاومة الجنوبية) و (طارق عفاش- القائد العفاشي المعروف) استنادا على ما اعلنه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في لقاءه التلفزيوني قبل يومين مع قناة فرانس 24.
لا باس في عالم السياسة ان يكون عدو الأمس صديق اليوم، وصديق الامس عدو اليوم، لكن على مستوى المبدئية في القضايا فهناك اخذ ورد، إذ تصبح القضية بكاملها محل المساومة في الشان السياسي، انطلاقا من نظرية نسبية الأشياء، هذا التحالف الذي على وشك ان يصبح رسميا اعتقد إنه تجاوز المحظور في نقطتين، الأولى هي ان اي اطراف صار من حقها اقامة التحالفات في مواجهة الانقلابيين المتمردين في صنعاء وليس حصرا على الشرعية وحدها كمسئولة عن ذلك،(اما الثانية مشروعية استخدام القوة المنظمة خارج اطار الشرعية) ، او مواجهة اي طرف اخر لا يتفق معهما!!، مثلا ان يتفق س مع ص من الاطراف ضد ع او ق، وهكذا تتمدد الحكاية،لقد اكتشفت بالصدفة ان ما جمع الطرفين الذين تناولتهما هنا ليس فقط موقفهما المشترك من الحوثيين.
ولكن ايضا نظرتهما إلى الشرعية باعتبارها طرفا سياسيا مباشرا ( كأنها حزب او جماعة) وليس بكونها مجموعة من النظم والمؤسسات والمواثيق والبنيان، بالتالي فهما لا يقلان عنها من حيث الاستحقاقات السياسية وحرية اختيار المناسب من غير المناسب في التعامل معها، استنادا إلى ان النظام قد انهار والدولة تتفكك (ولا حد احسن من حد)، هذا ما قادتنا إليه الحرب واحد نتائجها الخطيرة.
لكن لكي لا اطيل وبالنظر لطبيعة هذا التحالف الناشئ برعاية إماراتية كما يقال عنه، يعاني وسيعاني من عجز في آليات عمله من حيث فعاليتها بالنسبة لتحرير صنعاء، اولا لأن الطرفين ليسا الوحيدين على الساحة، ثانيها ان طارق سيكون عبئا على عيدروس أكثر مما سيكون دافعا، ثالثها ان النصر الذي لم يات في عز القوة سيكون بعيد المنال في شدة الضعف، رابعها أن الأراضي التي سينطلق منها تحرير صنعاء هي من ابعد النقاط عن صنعاء، خامسها ان القوات التي ستحرر صنعاء بهذا التحالف هي من رفضها الناس سابقا وخرجوا عليها في 2011م، سادسها ان على هذا التحالف الا يعمل مستقلا وبعيدا عن الشرعية وإلا فإنه سيكون في موقع المناوئ لها حتى وإن حارب نفس الجهة التي تحاربها الشرعية.
ولأسباب أخرى كثيرة، اقصد ان هذا التحالف هو مسمار مقصود او غير مقصود يتم ضربه في نعش الشرعية ونهاية لمرحلة الجمهورية اليمنية، كما إنه لا يضمن نجاح مشروع الدولة الجنوبية المستقلة، هو إذن تحالف لمواجهة تحالفات هادي الواسعة مع السعودية و مع علي محسن والاحزاب والسلفيين وقبائل مارب وغيرهم..فهل سيحررها طارق يا صاحبي الله يرضى عليك!!